ماذا تعرف عن البيراهــــا..؟

في الصورة تظهر امرأة ترتدي زيًا تقليديًا مستوحى من ثقافة

إن كُنت تشعر بالملل من عملك و تذهب مُكرهاً إليه كل يوم، وتتداول مع الأهل و الأصحاب تلك الميمز فهذا الموضوع لك.

بدايـــــةً ليس الغرض من هذا المقال تقريعك أو انتقادك

فنسبةٌ كبيرة من الناس تمر بذلك على مستوى العالم 

ولكن الاستمرار فيه شبيه بالموت البطىء، لذا اسمح لي عزيزي بأن أُشاركك هذه القصة الجميلة 

في مدينة (هولتفيل) الواقعة على الحدود الأمريكية المكسيكية نشأ عالم الأنثروبولوجيا

 و اللغات (دانيال ليونارد إيفرت)

وكان يشاهد كل يوم المُهاجرين و رعاة البقر حيث كان والده كذلك ، و العوائل المكسيكية ويشاركهم أطبقاهم اللذيذة ويلتقط عباراتهم المميزة و لكنتهم الخاصة ويتأمل في أزياءهم و في نوعية الروابط بين أفرادهم وأسلوب حياتهم

لقد كان هذا الطفل مفتوناً بهم إلى درجة الذهول وقد لازمه هذا الافتتان طوال حياته وتعدّى الثقافة المكسيكية إلى مختلف الثقافات فكان سريعاً في اكتساب مفرداتهم حتى أنّه تعلّم أصعب لغة في ذلك الوقت و التي عجز عنها الكثير وهي لغة شعب (البيراها) وتسمى لغة الصفير

نعــــــم عزيزي التصفير الذي تعرفه، ولكـــــــــن مـــــا لاتعرفه هو أن

اللغات الصفيرية عندهم تحاكي نغمات أو أشكال الحروف المتحركة للغة المنطوقة الطبيعية، بالإضافة إلى جوانب من تنغيمها وإيقاعها ، بحيث يمكن للمستمعين المُدَرّبِين الذين يتحدثون تلك اللغة فهم الرسالة المشفرة

وبذلك أصبح (دانيال إيفرت) عالماً في هذا المجال ولديه العديد من المؤلفات في ذلك، فهو شخصٌ لايشبع من هذا الاختصاص 

لذا عزيزي إن كُنت نهماً في طفولتك تجاه أمرٍ مــــا بحيث كان ذلك الأمر يثير حماسك و يجوّعك للمزيد فعليك أن تستدعيه من ذاكرتك وتمارسه بجانب عملك الذي تكرهه حالياً و ستجد أنّه يُدر عليك المال بدون أن تتذمر منه.

و إن كُنت لا تعلم من أين تبدأ ..؟

أو لا تتذكر مايُشجعك في طفولتك 

فقد صممنا لك خطة رقمية مبتكرة تُرشدك بخطوات مدروسة لاستعادة شغفك، وبتعاون أحبائك 

حيث يمكنك الانطلاق في رحلة جديدة 

تعرّف على التفاصيل في موقعنا الإلكتروني

أبجد هوز 

كونوا بخير يا أصدقاء

مها قطنان

هل مازال منظورك ساذج ..؟

الصورة تُظهر شخصًا يرتدي ملابس عصرية (جاكيت كاجوال وقبعة رياضية حمراء)، في وضعية هادئة يحمل هاتفًا بين يديه، مما يشير إلى لحظة تفكير أو تأمل.

يتكرر هذا المشهد باستمرار بين الأُسر التي تشكو من تغيّر طباع الأبناء في مرحلة المراهقة  

 و يكررون بعض العبارات على نحو:

نحن لم نكن كذلك مع والدينا أو أباؤونا كانوا و كُنّا أو رَحِم الله زمن الطيبين …الخ

ويظنون أنهم عندما يكرّرون مثل هذه العبارات على مسامع المراهقين أنهم سيتأثرون و يعتدل سلوكهم بل قد يتفاقم الأمر بأن يدّعي أحد الوالدين إصابته بمرضٍ ما بسبب عناد ابنه المُراهق 

و اسمح لي عزيزي القارىء أن أُسلّط الضوء على نقطةٍ لم تُناقش من قبل على حد علمي إلى هذه اللحظة..وسأختصرها في التالي:

نحن البشر بطبيعتنا عندما نُولد نكون في حالة (ضعف) و (احتياج) لكل شيء معنوي و مادي ، ومصدر حصولنا على ذلك هم الوالدين،

فهُم بالنسبة لنا نماذج خيالية تستحق التمجيد و التبجيل من وجهة نظرنا في هذه المرحلة - يُستثنى من ذلك العوائل السوية التي تستثمر في أبناءها- أتحدث هنا عن العائلة التي تقوم بدور محدود مع الأبناء ولكن بعيداً عن الإساءات الجسدية و المعنوية

فالذي يحدث هنا طالما نُغذي احتياجاتنا من خلال نماذج ألبسناها صفات خيالية والتي سُميّت بـــــ

(المنظور الساذج) من عندنا 

لا يلبث هذا المنظور أن يتلاشى بعد مُضي 12 عاماً و قد يصل الأمر إلى 18 عاماً وفقاً للأبحاث التي أوردها روبرت غرين في مؤلفاته فيتحول ذلك التركيز الذي كان مُسلّّطاً على نقاط القوة إلى التركيز و التضخيم و التهويل على نقاط الضعف في الوالدين ، فنجد المراهقة تحتقر أزياء والدتها أو طريقتها في الكلام أو حتى طريقة تصويرها بالجوال ، والمراهق يشعر بالخجل من رؤية والده أمام المدرسة أو في التجمعات العائلية و قد يصل الأمر إلى التلفظ على الوالدين أو أحدهما بعبارات مُهينة 

هذه الحالة ستستمر بحيث ينتقل التبجيل إلى المعلمين و الأصدقاء وكذلك الشخصيات المشهورة وهكذا  

تضخيم فازدراء باستمرار  

ما الذي حــــــــــــــــــدث..؟

ولماذا كان زمـــــــــــــــــــن الطيبين مختلف ..؟

الإجابة ببساطة هي أن:

الطفل في ذلك الزمن كان يُكلّف بمسؤوليات بسيطة وكان له دور داخل الأسرة يتناسب مع عمره فكل العواطف في تلك المرحلة من (تقديس،حب،إعجاب،حاجة،غضب) يتعلّّمها الطفل مُبكراً ويتعلم موازنتها و السيطرة عليها فهو ليس بحاجة إلى نموذج خيالي ، فقد كان يُمارس مايشعر به تجاه الوالدين من مختلف المشاعر،أضف إلى ذلك تلك المجالس التي يتعلم الطفل داخلها مبكراً الشعر و القصص و الحكم و احترام الكبير و التقدير وهو يعلم أنه جزء من هذا المجتمع فتجده مهما يتقدم به العمر يتعامل باحترام و تقدير لكل من حوله وليس عائلته فقط

هل هناك حل لهذه المشكلة و تداركها ..؟

نعـــــم ..

يحدث هذا عندما يستثمر الوالدين في أبناءهم و يطوروا لديهم مهارات (الذكاء الاجتماعي) في وقتٍ مُبكر حتى يتعلّم الطفل كيف يحوّل هذا المنظور والذي سُمي بــ(المنظور الساذج) إلى ( الذكاء الاجتماعي) ..

والذي يجب على الوالدين تعليمه لأبنائهم مُبكراً 

إن كان هذا المقال قد لامس قلبك فندعوك لتسجيل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد 

نحن نؤمن بأن رحلتنا مع الأبناء مليئة بالتعلم والإلهام، وسنكون سعداء بتعليقاتكم  

كونوا بخير يا أصدقاء

مها قطنان

لا تعتذر في هذه الحــــالة إطلاقاً

 مجموعة من الأشخاص في اجتماع أو ورشة عمل غير رسمية، حيث يجلسون على الأرض وأمامهم متحدث يبدو أنه يلقي خطاباً أو يشارك أفكاراً. يظهر في الخلفية أجواء ودية ومريحة مع إضاءة دافئة، وأفراد مختلفون من الجنسين يبدون متفاعلين ومنخرطين في النشاط، بعضهم يلتقط الصور أو يصغي باهتمام. تعكس الصورة روح التعاون والإبداع

الاعتذار قوة عندما تكون مُخطئاً في حق أحدهم فقط و في علاقاتك بمُحيطك و أحبائك ولكنه ضعف و كارثة تقضي عليك و تقلل من شأنك إن استخدمته بطريقة خاطئة ،و هي منتشرة كثيراً في بيئات العمل تحديداً و في المناسبات الكبيرة عندما تُتاح الفرصة لشخصٍ مــا بالحديث أمام الناس ..

إن كنت مهتماً بصقل شخصيتك ورفع جودة حياتك فأنت وحدك المعني بذلك فتابع ..

 

تأملي الخاص خلال السنوات الماضية حول هذا الموضوع : 

رأيت كثيراً من الأشخاص يستخدمونه تحت مبدأ (جهز العصابة قبل الفلقه) ظنّاً منهم بأن ذلك ينقذهم من انتقاد الآخرين في حال كان هناك أخطاء . 

مثال : يفتتح الكلام بقوله : ( على الرغم بأنني لست خبيراً في كذا ..! أو ليس من طبعي التحدث أمام الجميع وهذه أول مرة ..! أو حقيقةً أنا لا أعرف كيف أُعبّر وفُلان أحسن مني في ذلك ..! أو اعذروا توتري فالناجحون عادة يتوترون من الوقوف أمام الجمهور ..! ) …الخ 

يمكنك القياس على ذلك ..

ما النتيجة التي ستحصل عليها باعتقادك ..؟ 

أولاً : ستفقد اهتمام الناس بما ستقوله ، فأنت أخبرتهم مُسبقاً بأنك غير مؤهل و لاتستحق دقائق من وقتهم .

ثانياً : أعلنت صراحةً احتقارك لهم بأنهم غير مهمين لذلك لن تبذل جهداً فيما ستخبرهم به .

ثالثاً : أخبرتهم أنك شخص لا تستحق العناء فليس لديك شيء مميز .

رابعاً : إن كانت هناك فُرص مُختبئة داخل هذه اللحظة فقد أضعتها من بين يديك .

هــــل أعجبك ذلك ..؟

إنك بمجرد وقوفك أمام الناس فقد استحوذت على اهتمامهم يا عزيزي فلا تخسر هذه القوة ، استجمع قواك و تنفس بعمق وانظر إليهم جميعاً بمسح بصري شامل مع ابتسامة خفيفة ، لحظة الصمت هذه ستمنحك قوة خفية صدقني، رتّب حديثك داخل رأسك كما يلي : 

مانوع المناسبة التي أنت فيها ..؟ هل هو اجتماع عمل ، اجتماع عائلي ، اجتماع لحل مشكلة ، سهرة أصدقاء للتسلية ..؟ 

ما هو الذي تريد أن توضحه في حديثك ..؟ ترحيب بالناس ، تحديد المشكلة ، شرح مشروع ….الخ 

ماهدفك ..؟ تريد أن تحث الناس و تشجعهم على أمرٍ ما ..؟ أو تقنعهم بشيء ..؟

ما الذي يدور في بالك لتجعلهم يأخذون خطوة تجاه ماتقول ..؟

لنفرض أنهم زملاء عمل وكان هدفك الحث على التعاون وسرعة إنجاز العمل …الخ فكيف ستجعلهم يقومون بذلك ..؟ ماهو اقتراحك ..؟

هل عندك خطة مبدئية ..؟ هل لديك نموذج مقتبس من إحدى الجهات الخارجية ..؟

ويمكنك القياس بناءً على ذلك على حسب نوع المناسبة.

و خلال ذلك لا تنسى أن تهتم ببناء ثقتك بنفسك فأنت تستحق الحصول على فرص مميزة في الحياة على جميع الأصعدة و نحن في أبجد هوز نساعدك و ندعمك من خلال منتجاتنا الرقمية المميزة و التي ساهمت الاستراتيجيات الواردة فيها منذ 2006 حتى الآن في تحقيق جودة الحياة  لعملاءنا الرائعين ..

كونوا بخير يا أصدقاء 

مها قطنان 

تعود الأفكار بهيبة من انتصر بعد خذلان

امرأة تجلس على كرسي خشبي في بيئة فنية أو مرسم. ترتدي مئزرًا بني اللون فوق قميص أبيض فضفاض، وشعرها الأحمر المموج مصفف بطريقة طبيعية. تبدو المرأة في حالة تفكير عميق، تحمل في يدها أداة صغيرة (قد تكون فرشاة أو قلمًا). خلفها توجد لوحات مرسومة بالأبيض والأسود، مما يعزز الجو الإبداعي والهادئ للمشهد

كتبت عبارةً عنوانها (تعود الأفكار بهيبة من انتصر بعد خذلان*) وشاركتها المتابعين على صفحات السوشال ميديا والتي يتنوع مدى التفاعل فيها وأفضل تفاعل حقيقةً هو تيك توك .

وأريد أن أشارككم تأملي الخاص في هذه العبارة ،حيث كُنت في يوم من الأيــام ممّن تموت أفكارهم داخل أدمغتهم ولكني لم أعد كذلك ..

.

.

فتأمل معي عزيزي ماكتبته :

هل سبق لك وأن فكرت بفكرة وكُنت في قمّة الحماس لها ثم هجرتها وتنازلت عنها وحدث هذا كله داخل دماغك ولم تناقش أحداً فيها..! وبعد مرور الأيــام و جدتها منفذة على أرض الواقع من شخص آخر لا تربطك به علاقة وقد يكون من بلد آخر أيضاً ..؟ 

هـــل تعلم لمـــاذا ..؟

تأملي الخـــاص:

لو فكّرنا قليلاً في موت تلك الأفكار داخل أدمغتنا سنجد عدداً لا بأس به من الأسباب قد تجتمع أو قد تكون أحدها كفيلةً بذلك .

أولاً : قلة الثقة بالنفس .

ثانياً : عقدة الكمال و المثالية .

ثالثاً : تجارب سابقة .

رابعاً : قلّة المعلومات اللازمـــة .

خامساً : ضعف مهارات التواصل .

سادساً : الخوف من المصادمات .

سابعاً : الخوف من سرقة الأفكار .

ثامناً : عدم المرونة .



سأتناول كل فقرةٍ باختصار وأترك الباقي لتأملك الخاص ، لو نظرنا إلى قلة الثقة بالنفس فقد يجد الشخص نفسه غارقاً في مقارنة نفسه بالآخرين ويختار من يفوقه بمراحل كعالمٍ أو مُخترع و خلافه ولا يركّز على جوهر الفكرة الخاصة به ويحتقرها، و لَك أن تُبحر في هذا الجانب بعد أن تبحث عن قصة Paul Brown .

 

وبخصوص عقدة الكمال و المثالية ، فإنه ينتظر اكتمال عدة أمور من وجهة نظره لن يمكنه البدء في الفكرة بدونها وينسى أنّ الفكرة عندما تأتي فهي جاهزة بما هو مُتاح حالياً وبمجرد البدء في تنفيذها حتى لو كان على الورق سيبدأ كل مايخدمها بالاصطفاف وبأفضل مما يتوقع .

 

أمّا عن التجارب السابقة فحدّث ولا حرج ، فقد يكون فشل في فكرةٍ مــا أو تعرّض للتنمر يوماً مــــا ولم يتمكن من تجاوز الأذى النفسي الذي لحق به جراء ذلك . ولو تأمل قليلاً في كل الاختراعات و الأفكار من حوله لوجــد أن بدايتها كانت فشل متتابع .

 

و بالنسبة لقلة المعلومات اللازمـــة فقد يكون لديه فكرة جميلة ولكن لا يعلم من هي الجهة التي يجب عليه اللجوء إليها أو كيف ينفذها فعلاً على أرض الواقع وماهي الإجراءات التي يجب أن تخضع لهـــا . ولو أنّه قام بقليل من البحث والسؤال لوجــد مايلزم ، ولكن هذا ينقلنا إلى الخوف من سرقة الأفكار حيث أنه أيضاً لا يعلم كيف يمكنه ضمان حقوق الفكرة ولو بحث قليلاً لتمكن من معرفة ذلك . 

 

أَضِف إلى ذلك أنّ سرقة الأفكار موجودة طوال الوقت و وسائل التواصل الاجتماعي خير دليل على ذلك فنجدها تسرق من بعضها طوال الوقت ولكن كل تطبيق يقدم الخدمة بشكل مختلف فمثلاً انستقرام كان عبارة عن صور فقط وبظهور تيك توك تحوّل أكثر إلى استخدام الريلز  و بوجود أرباح تيك توك المادية لصُنّاع المحتوى أصبح انستقرام يتبنى نفس الشيء ويمكنك القياس على ذلك . 

ما أّريد توضيحه هو أنّ (أصـــالة) الفكرة هي التي تبقى، بمعنى أنّ صاحب الفكرة الأصلية يمكنه تطويرها بشكل لايمكن منافسته عليها .

 

ونأتي لأهم مشكلة من وجهة نظري وهي ضعف مهارات التواصل والتي تتمثل في أن تكون الفكرة جميلة جداً ومثالية في دماغك فقط ولكن لا يمكنك إيصال ذلك إلى الآخرين وهذا يُعيدنا إلى الثقة بالنفس والتي لها دور كبير في دعمك في هذا الجانب فإن كنت تعاني من ذلك فماعليك سوى الدخول لموقعنا واختيار هذا الكتاب الرقمي والذي سيساهم في تغيير ثقتك بنفسك مــن هُنا .

 

وإذا ناقشنا الخوف من المصادمات بقليل من الاختصار فقد تكون الفكرة غير مألوفة ولكنها لا تتناسب مع المجتمع الذي تعيش فيه فتشعر أن الخسارة الاجتماعية التي ستتعرض لها ستضرك وتعرّّضك لمواجهات أنت في غنى عنها .وهذا ينقلنا إلى عدم المرونة حيث بإمكانك أن تُعدّل مايلزم بدايةً فقط وتحتال على الفكرة وتُقدّمها بطريقة تدريجية ثم تنطلق ويمكنك في هذه الحالة الاستفادة من قانون روبرت غرين في كتابه 48 قانوناً للقوة عندما قال

 ( ادع الناس إلى التغيير ولكن لاتُغيّر دفعةً واحدة ) .

والآن ياصديقي هــــل مررت بذلك ..؟

يُهمني أن تشاركني، فلدي أبحاث عديدة في هذا الموضوع ومشاركتك القيّمة تُضيف لي الكثير.

كونوا بخير يا أصدقاء 

مهــا قطنان

رالف والدو إمرسون*

الكلمات وحدها لا تكفي: فن الحضور والتأثير في الحديث

صورة لشخصين يجلسان على درجات خشبية داخل مكان مضيء ومريح. يتبادلان الضحك والحديث، كل منهما أمام جهاز لابتوب. تعكس الصورة جوًا من الصداقة والمشاركة، وتبرز أهمية التواصل الإيجابي في بيئة مليئة بالدفء والألفة

هل سبق لك أن كنت في اجتماع أو تجمع عائلي ولاحظت أن شخصًا معينًا يخطف الأنظار بكلماته؟ بينما آخر قد يملك أفكارًا رائعة لكنه يعجز عن إيصالها أو يفقد الجمهور بسرعة؟ هنا يظهر الفارق بين من يتحدث فقط ومن "يحضر" بكلماته، طريقة حديثه، وأسلوبه 

القصة الشهيرة التي نقلها اللورد مورلي عن اللورد إدموند بورك خير دليل على ذلك. بورك، الذي كتب خطبًا أدهشت العالم بمنطقها العميق وإنشائها المتقن،وكانت تُدرّس كنماذج خطابية كلاسيكية في نصف جامعات أميركا لم يكن قادرًا على تحقيق التأثير الذي يطمح إليه. بل و أطلقوا عليه لقب "ناقوس عشاء مجلس العموم"، لأن أعضاء البرلمان كانوا يغادرون بمجرد أن يبدأ بالحديث. لم تكن المشكلة في المحتوى، بل في طريقة الإلقاء 

هذا الدرس لا ينحصر في الخطابة فقط. بل يمتد إلى كل محادثة تجريها في حياتك اليومية: مع الأصدقاء، العائلة، زملاء العمل، أو حتى خلال لقاء اجتماعي بسيط. فطريقة إيصالك لما تقول قد تكون بنفس أهمية ما تقوله

لماذا الحضور في الحديث مهم؟

الحضور في الحديث لا يعني فقط أن تُسمع، بل أن يُصغَي إليك بقلوب وآذان مفتوحة

عندما يُحسن الشخص إيصال أفكاره، فإنه لا يُثري المحيطين به فقط، بل يعزز ثقته بنفسه ويرفع جودة علاقاته مع الآخرين 

عدّد معي ماسيحدث إن عزّزت حضورك في الحديث

  • جودة العلاقات: عندما يكون لحديثك وقعٌ خاص، ستجد أن الآخرين ينجذبون إليك، يحبون الحديث معك، ويشعرون بارتباط عاطفي وفكري أكبر بك 
  • تعزيز الثقة بالنفس: كلما شعرت بتأثير حديثك في الآخرين، زاد حافزك لتطوير أسلوبك وطريقة تعبيرك 
  • تنمية المعرفة والبصيرة: الشخص المؤثر في حديثه لا يكتفي بالكلمات الجميلة فقط، بل يسعى ليكون واسع الاطلاع. إقبال الناس على حديثك يحفزك لتطوير نفسك، لتكون أفكارك ممتعة ومثرية 
  • سرعة البديهة: الحديث المؤثر يُعزز الحضور الذهني، ويجعلك قادرًا على تقديم الأفكار بسرعة وذكاء 

كيف تصبح مؤثرًا في حديثك؟

لتحقيق الحضور والتأثير، إليك بعض النصائح التي تساعدك في تحويل أي حديث إلى لحظة مميزة 

  1. الإعداد الجيد: سواء كان خطابًا أو حتى حوارًا مع الأصدقاء، التفكير مسبقًا في الموضوعات التي ستناقشها يُظهر اهتمامك ويجعل كلماتك متماسكة 

  2. لغة الجسد والصوت: الطريقة التي تستخدم بها يديك، تعابير وجهك، وحتى نبرة صوتك تؤثر بشكل كبير على تقبل الآخرين لكلامك. تذكر أن الإلقاء الجيد يخلق فارقًا هائلًا 

  3. الإصغاء قبل الحديث: أحيانًا يكون الاستماع للآخرين هو مفتاح النجاح في الحديث. عندما تشعر الناس أنك تستمع إليهم باهتمام، ستكسب احترامهم وانتباهم حين تتحدث 

  4. الاستفادة من المواقف: لا تخف من استخدام القصص، مثل قصة اللورد بورك، لجعل حديثك أكثر قربًا وجاذبية. الناس يتذكرون القصص أكثر من الحقائق الجامدة 

  5. التطوير المستمر: اقرأ، تعلم، واطّلع على مجالات مختلفة. التنوع في معرفتك يجعل حديثك أكثر عمقًا، وبالتالي أكثر جاذبية 

التأثير في الحياة من خلال الحديث

ليس الهدف أن تُبهر الناس بحديثك فقط، بل أن تُثري حياتهم وتجعلهم يشعرون بقيمة التواصل معك. عندما تُتقن فن الحضور في الحديث، ستلاحظ أنك لم تعد مجرد متحدث جيد، بل أصبحت شخصًا ملهمًا للآخرين 

الأمر لا يتطلب قدرات خارقة، بل يبدأ بخطوات صغيرة. تحدث بحب وشغف، اهتم بمن حولك، و  اِسْعَ لتطوير نفسك يومًا بعد يوم 

الحضور هو المفتاح

تذكر أن الحياة ليست فقط حول ما نقوله، بل كيف نقوله. في كل حديث، لديك فرصة لترك بصمة. اجعل كلماتك تعبر عن شغفك، وحضورك يعكس ثقتك، وطريقتك في الحديث تبني جسورًا مع من حولك 

في النهاية، الحضور المؤثر في الحديث لا يعزز علاقاتك فقط، بل يجعلك شخصًا مميزًا في أعين الآخرين. كما قال اللورد مورلي، الخطاب أو الحديث ليس فقط عن "ماذا تقول؟" بل "كيف تقوله؟" اجعل حضورك قوة تضيف قيمة للحياة

للمزيد من الإلهام والثقة بالنفس
إذا كنت تبحث عن خطوات عملية لبناء ثقتك بنفسك وتعزيز حضورك في كل موقف، يمكنك استكشاف منتجنا الرقمي المميز "أبجد هوز الثقة بالنفس". كل التفاصيل بانتظارك هنا

كونوا بخير يا أصدقاء

مها قطنان

تقليلك من شأن شريك حياتك... لا يرفع من شأنك

رجل وامرأة يجلسان معًا في بيئة دافئة وعصرية. الرجل يبدو مبتسمًا ويعمل على جهاز كمبيوتر محمول بينما يحمل كأسًا من العصير، والمرأة تقف بجانبه تنظر إلى الشاشة بابتسامة داعمة. الخلفية تضم رفوف كتب وفنًا ديكوريًا، ما يضفي أجواء من الراحة والإبداع

في العلاقات، قد نواجه أحيانًا لحظات من سوء الفهم أو التعامل غير اللائق مع شريك حياتنا. لكن ماذا يحدث عندما يصبح هذا السلوك نمطًا متكررًا؟ عندما نقلل من شأن شريك الحياة، هل نرتقي بأنفسنا؟ أم أننا بذلك نضعف العلاقة ونخلق فجوة عاطفية تزداد اتساعًا يومًا بعد يوم؟

في هذا المقال، نناقش تأثير الكلمات والسلوكيات على العلاقات الزوجية، وكيف يمكن لإعادة التفكير في طريقة تعاملنا مع شريك الحياة أن تُحدث فرقًا كبيرًا في جودة العلاقة

قد يعتقد البعض أن النقد المستمر أو تقليل شأن الشريك هو وسيلة لتحفيزه على التغيير أو تحسين تصرفاته. لكن الحقيقة هي أن هذا السلوك غالبًا ما يؤدي إلى نتائج عكسية. الشريك الذي يتعرض للتقليل المستمر يبدأ بفقدان الثقة في نفسه وفي العلاقة، مما يؤدي إلى تدهور الروابط بينكما.

التواصل الراقي والاحترام المتبادل هما الأساس الذي تقوم عليه العلاقات الصحية. عندما يشعر الشريك بالتقدير والاحترام، يصبح أكثر استعدادًا لتقديم الحب والدعم، ويزدهر كلا الطرفين في بيئة من التفاهم والقبول

ماهو التأثير السلبي لتقليل الشأن

  • فقدان الثقة بالنفس: الكلمات الجارحة تقلل من احترام الشريك لنفسه، مما يؤثر على سلوكه وتفاعلاته
  • خلق فجوة عاطفية: كل مرة يُقلل فيها من شأن شريك الحياة، يبتعد خطوة عنك عاطفيًا
  • تدمير الأساس العاطفي: العلاقات تحتاج إلى التعاطف والتقدير، وليس إلى الانتقاص والإحباط

كيف يمكن إصلاح العلاقة؟

  1. التواصل الفعّال:

    • ابدأ الحوار بأسلوب راقٍ وهادف. بدلاً من انتقاد الشريك، ناقش المشكلة بطريقة إيجابية
  2. وضع الحدود الصحية:

    • الحدود لا تعني التحكم، بل تعني احترام خصوصية كل طرف ومعرفة ما هو مقبول وما هو غير ذلك
  3. الاحتفاء بالإنجازات الصغيرة:

    • حتى الأمور الصغيرة تستحق التقدير. قُل كلمة طيبة عندما ينجح شريكك في شيء، مهما بدا بسيطًا

تعلم مهارات التواصل مع شريك الحياة

هل تشعر أنك بحاجة إلى طرق أفضل لتحسين حواراتك مع شريك حياتك؟
نقدم لك "ماذا لو عدنا معًا؟"، منتج رقمي مصمم خصيصًا لمساعدتك على تعلم استراتيجيات التواصل الراقي، ووضع الحدود الصحية، وبناء علاقة تقوم على التفاهم والاحترام

🔗 اكتشف المزيد عن المنتج هنا: ماذا لو عُدنا معا..؟

العلاقة الصحية هي رحلة مستمرة من التفاهم والتقدير. تذكّر دائمًا أن الاحترام المتبادل ليس رفاهية، بل هو أساس لا غنى عنه. ابدأ اليوم بتغيير بسيط في طريقة تعاملك مع شريك حياتك، وسترى كيف يمكن لهذه الخطوات الصغيرة أن تحدث فرقًا كبيرًا في علاقتكما.

لأن العلاقة القوية تبدأ من كلمة طيبة، وقرار بالاحترام المتبادل. 🌟

كونوا بخير يا أصدقاء

مها قطنان

التغيير... نبض الحياة ودعامتها: كيف نتغلب على الكسل ونسعى للتحسين بخطوات صغيرة؟

في كثير من الأحيان، قد نقع في فخ القبول الزائف لأنفسنا، ونردد عبارات مثل: "أنا هكذا، وإن كان يعجب أو لا يعجب". هذا القبول قد يبدو مريحًا، لكنه في الحقيقة قد يكون حيلة من العقل لتجنب مواجهة التغيير والعمل على تحسين الذات

ولكن ماذا يحدث عندما تواجه موقفًا يهزك من الداخل؟ مثلما حدث مع السيدة التي تعرضت للتنمر في الفيلم الهندي   

English Vinglish

، حيث كانت تعيش بسلام زائف، تقبلت فيه الإهانات الصغيرة، حتى تعرضت لموقف أعاد ترتيب أولوياتها وجعلها تدرك أن التغيير هو الخيار الوحيد لتعيش حياتها بكرامة واحترام

و لا أعني بذلك أنه من المُباح أن تُهان كرامتك لعدم معرفتك بشيء مـــا ..؟ ولكن عليك أن تخطط و تنظم نفسك من الداخل وتمنحها جميع ماتستحقه وتوليها الرعاية والتطوير و النمو لكي ترتقي بجودة حياتك

الكسل... وحقيقة القبول الزائف

الكثير منا يبرر كسله تجاه التغيير بمبررات مثل "أنا مرتاح كما أنا"، أو "لا أحتاج إلى إثبات أي شيء لأي أحد". لكن في الواقع، هذا التقبل ليس إلا استسلامًا يبعدنا عن جوهر الحياة 

الحياة هي التغيير، وهي البحث الدائم عن التحسين، عن الإضافة، وعن النمو. وكلما رضخنا للكسل، كلما فقدنا جزءًا من هذه الحياة الغنية بالفرص

لماذا التغيير مهم؟

 التغيير ليس رفاهية، بل هو ضرورة. عندما نتغير، فإننا سنعيش حياةً ذات معنى مليئة بالشغف و الإنجاز و لن تكون فيها معتمداً على أحـــــد،بل سيكون وجودك بجوار الآخرين قـــوة لهم و وجودهم بجانبك قوة لك أيضاً ،هــــل يمكنك تخيّل ذلك؟  

التغيير بخطوات صغيرة: مبدأ الكايزن 

قد يبدو التغيير صعبًا أو حتى مرهقًا، لكن الحقيقة أن تحقيق التغيير لا يحتاج إلى قفزات كبيرة. يمكننا البدء بخطوات صغيرة، وبتكرارها يوميًا، نصل إلى نقلة نوعية في حياتنا 

ما هو الكايزن؟
هو مبدأ ياباني يعني "التحسين المستمر من خلال خطوات صغيرة". فبدلاً من محاولة إحداث تغيير جذري ومفاجئ، نعمل على تغيير عاداتنا تدريجيًا 

كيف نطبق الكايزن؟

لــو أخذنا بطلة الفيلم هذا كمثال 

  1. حدد هدفًا صغيرًا: بدلًا من القول "أريد أن أكون واثقًا تمامًا"، قل "سأتحدث مع شخص جديد اليوم".
  2. التزم بالاستمرارية: حتى لو كانت الخطوة بسيطة جدًا، مثل تعلم كلمة واحدة يوميًا، فإن الاستمرارية هي ما يصنع الفرق.
  3. قيم نفسك باستمرار: اسأل نفسك كل يوم: "ما الذي أستطيع تغييره بشكل بسيط اليوم؟" 

ختاماً 

الكسل قد يبدو مريحًا، لكنه وهـــــم

 التغيير هو ما يضيف النبض إلى حياتنا 

لا تنتظر موقفًا يهزك لتدرك قيمتك وقدرتك على التطور

ابدأ الآن، بخطوات صغيرة مستمرة، واجعل من التغيير رحلة ممتعة نحو الأفضل 

 فعندما تثق بنفسك، العالم كله يبدأ في احترامك

إن كنت تحتاج إلى خطوات مدروسة مع قصص حقيقية لبناء ثقتك بنفسك ستجدها هنا

و إن كنت تحتاج إلى نموذج خطة مدعوماً بأحبائك فستجدها هنا

كونوا بخير يا أصدقاء

مها قطنان

نملك الثقة بالنفس و نفقدها أحياناً..لمـــاذا؟

 

سيدة أنيقة تجلس في سيارة فاخرة، تعمل على حاسوب محمول بثقة وهدوء.

دعني أشارك معك فكرةً لطالما لامستني خلال السنوات السبع الماضية ، أثناء لقاءاتي مع أشخاص من ثقافات وأعمار و جنسيات ومهن مختلفة، لاحظت أمرًا في غاية الأهمية وهو أنّ الثقة بالنفس ليست مجرد أمرٍ يتعلق بالمظهر الخارجي أو اللباقة، بل هي مفتاح سحري يفتح الأبواب على مصراعيها  للفرص سواءً على صعيد العمل أو العلاقات الشخصية والعاطفية.

وما أثار دهشتي أكثر هو مدى تقلّب الثقة بالنفس. فهي ليست ثابتة بل تتغير وفقًا للظروف والمواقف وحتى الأشخاص الذين نتعامل معهم. فأحيانًا نشعر أننا نملكها بقـــوة، وأحيانًا أُخرى نشعر وكأنها تختفي تمامًا دون أي سبب واضح.

أتذكر جيدًا في العشرينات من عمري... في تلك الفترة بالذات كنت أُعاني من خوفٍ كبير يمنعني من التحدث أمام أكثر من شخصين. كلماتي كانت تتبعثر وأفكاري تسبقني لتتوه بين الحاضرين. كنت أشعر حينها بالعجز وألوم نفسي بشدة، وكأنني محاصرة داخل دائرة من القلق والرهبة.

لكن نقطة التحول جاءت ببساطةٍ شديدة بفضل من الله، حيث كنت في إحدى زياراتي لمكتبة ابن رشد في الرياض واشتريتُ كتابًا مليئًا بالقصص المترجمة. لم يكن الكتاب يتحدث عن الثقة بالنفس، لكنه حمل قصصًا ألهمتني بشكل غير متوقع. بدأت أقرأ كل قصة وأحاول إسقاطها على حياتي، وأتساءل: "ماذا لو كنت مكانهم؟ كيف سأتصرف؟". تلك اللحظات الصغيرة التي قضيتها بين دفتي الكتاب كانت كفيلة بأن تزرع داخلي بذور التغيير.

ومع مرور الوقت، بدأت ألاحظ تغييرًا حقيقيًا في نفسي. تدريجيًا، و تمكنت من التحدث أمام الآخرين بثقة أكبر. لم يكن الأمر سهلاً في البداية، لكنه أصبح طبيعيًا مع المحاولة والمثابرة. حتى أنني وجدت نفسي قادرةً على التحدث في أي محفل، و دون إعدادٍ مسبق.

الأمر الأجمل أنني وجدت الفرص تفتح لي أبوابها بشكل لم أتوقعه، وتم ترشيحي للعمل مع واحدة من كبرى الشركات العالمية في مجال التدريب وهي شركة بيرسون الأمريكية كمدربٍ خبير ، وما زلت حتى الآن أتساءل كيف وصل اسمي إليهم!

ما أردت مشاركته هنا هو أن الثقة بالنفس ليست أمرًا مستحيلاً أو حكرًا على فئةٍ دون أُخرى. فـجميعنا نبدأ من نقطة معينة، وكل واحدٍ منا يواجه تحدياته وصراعاته. لكن ما يهم حقًا هو أن نبدأ بخطوات بسيطة، مهما كانت صغيرة. قد تكون تلك الخطوة قراءة كتاب، أو مواجهة خوف بسيط، أو حتى مجرد التفكير بشكل مختلف.

المهم هو أن نبدأ. فالخطوات الصغيرة اليوم هي التي تصنع الفرق الحقيقي غدًا. وكل تغيير، مهما بدا بسيطًا، له القدرة على تغيير حياتنا بالكامل.

كونوا بخير يا أصدقاء

مها قطنان