• من أساء إليك فقد فكّ وثاقك..لأن الإحسان قيد ..

    فيما يروى من القصص القديمة كان هناك جزّار مخلصٌ في عمله ويحبه الجميع، وفي ليلة من الليالي يُصادف أن يتأخر الجزّار قليلاً في عمله 

    ثم يعبر أروقة المدينة عائداً إلى منزله .. 

    ليتفاجأ في صباح اليوم التالي بجنود الوالي الذين يطرقون بابه بعنف .. 

    تجري الأحداث سريعاً ليتم اتهام الجزّار بسرقة محل جاره مع إصرار الجار أن يتم تنفيذ الحكم فيه أمام الناس في ساحة المدينة ..

    يجتمع الناس ويتوافدون ليأخذوا العظة و العبرة من هذا الجزّار و الذي كاد له جاره بُغية تشويه سمعته لا أكثر ..

    و رغم إصرار الجزّار على براءته من هذه التهمة الموجهة له إلا أن المكيدة كانت محبوكة بشكلٍ شيطاني لا يقبل الفصِال ..

    يسلم بطل قصتنا أمره لله و يأخذ أنفاسه استعداداً لتنفيذ الحكم فيه بـقطع يــده ..

    و فجأة يصدح صوتٌ جهوري لشخص ذو هيبة و يُعلن افتداء يد الجزّار بمبلغ كبير يدفعه هو شخصياً للجار المتضرر ..

    و بالفعل يتم الأمـــر و ينجو الجزّار من تنفيذ الحكم عليه ..

    و لــــكن ..( يافرحــة ما تمت ..) 

    يعــود الجزّار لحياته الطبيعية و يزاول مهنته ، وفي كل يوم يزوره هذا الشخص الذي ساهم في إنقاذه .. و يتحدث إليه بأفضاله عليه و أنه لولاه لما عاد إلى عمله …الخ 

    استمر الحــــال على ذلك ، و الجزّار في كل يوم يُفكّر مليّاً بما حدث له من مكيدةً مُلفقة ، ثم من إساءة ممزوجة بالمنة من هذا التاجر فاحش الثراء ..حتى إذا فاض الكيل و لم يعد قادراً على احتمال ذلك و أثناء حديث هذا الرجل المنّان معه يقوم بطل قصتنا بخطوة مؤلمة له حيث يـقطع يده و يرميها على هذا الرجل و يطرده من محله .. 

     

    لقد أيقن الجزّار أن الإحسان إذا مُنَّ به صار قيداً مُذلاً، وأن قطع هذا القيد مهما كان مؤلماً أهون ألف مرة من العيش مُكبلاً به.

    عزيزي القارئ...
    ليس كل إحسانٍ يُحكى، وليس كل جميل يُذكَر..
    ومن أحسن إليك وألحق بك المنّ والأذى... فاعلم أنه قد فكّ وثاقك، ومَنّ الله عليك بالحرية.

    نحن في أبجد هوز نساعدك لتستعيد قوتك الداخلية، لتعيش خفيفاً من قيود المنّ والألم..
    انضم إلى عضويتنا وتمتع بحياة تستحقها فعلاً!

    كونوا بخير يا أصدقاء
    مها قطنان