كم عدد الحمير
في بلدة من البلدان البعيدة وبين مجموعة من الجبال الخضراء التي تتخللها أنهار صغيرة يتنقل تاجر للملح الصخري من أحد الجبال إلى سوق البلدة ليبيع كميات من ملحه و الذي حمّله داخل أكياس من القماش على ظهر حماره ..
يتضمن خط سير الحمار حتى يصل إلى سوق البلدة ضرورة عبور النهر للوصول للجهة المقابلة .. و لعل الحمار من كثرة الاعتياد على هذا الطريق قد فكّر مليّاً في خطة تساعده على التخلص من كميات الملح ليخفف من الأحمال على ظهره غير مكترثٍ لخسارة التاجر ..
وعندما حان وقت تنفيذ الخطة و أثناء عبور النهر ، يتصنع الحمار تعثره في النهر ليقضي التاجر وقتاً في محاولة إعادة الحمار على قدميه مرة أُخرى ، وفي هذه الأثناء تكون كميات كبيرة من الملح قد ذابت في مياه النهر ..
تتكرر الحركة الخبيثة من هذا الحمار خلال الأيــــام التي تلت الحادثة .. و هنا تحين لحظة إدراك من التاجر بأن هذه الحركة مُفتعلة و أنّ الحمار قد أَمِنَ العقوبة ..! لذلك فقد أساء الأدب ..
تمر ليلة كاملة على التاجر في التفكير لوضع خطة تكون بمثابة الدرس الحازم الصارم لهذا الحمار .. وحين أشرقت شمس الصباح نفّذها بدون تردد أو شفقة ..
حيث حمّل كيسين ضخمين من القطن على ظهر الحمار ، وحين تعثّر الحمار في النهر هذه المره واجه صعوبة بالغة في الوقوف من جديد ولكن التاجر كان عازماً على تلقين الحمار درساً لن ينساه فجعله يُكمل المسير حتى وصلا إلى السوق ثم عاد به مرة أُخرى إلى المنزل ..
وفي اليوم التالي جهز التاجر أكياس الملح و وضعها على ظهر الحمار و الذي بقدرة قادر عبر النهر هذه المرة بدون أن يتعثر .. واستمر الوضع على هذا الحـــال..
والآن عزيزي القارىء يمكنك إسقاط هذه القصة على مختلف المواقف ..لأني أعلم جيّداً أنك قد واجهت في حياتك وعلى مختلف المستويات أولئك الذين اعتادوا التمادي دون عواقب… فـــ تفننوا في التهرب من المسؤولية ، و لا تنسى أننا في أبجد هوز نُرحّب بك كعضو مميز من أعضائنا الذين نفخر بهم ..
كونوا بخير يا أصدقاء
مها قطنان