أربعينية تشرب شاي في كاس جبنة
إن عنوان مقالنا اليوم هو عبارةٌ نشرها أحد الأشخاص في حسابه على منصات التواصل الاجتماعي مُعلناً عن رغبته في الارتباط بــ فتاة أربعينية بشروط محددة و كان على رأسها أن تشرب الشاي في كأس جبنة ، و لمن لا يعرف ماهو كأس الجبنة ، فهو عبارة عن عادةٍ كانت قديماً منتشرة في البلاد العربية عموماً بحيث يتم الاستفادة من العلبة الزجاجية للجبنة السائلة و استخدامها ضمن قائمة الأكواب و الكاسات في المنزل و تكون حصرية لأهل المنزل و لا تُقدّم للضيوف إطلاقاً ..
و بالعـــــــودة لمقالنا و بغـــــــض النـــــظر عن هدف صاحـــــــب الحساب عنـــــــدما نشر هذا الطلب..
كان من اللافت للنظر تلك التعليقات التي وردت لصاحب الحساب من فتيات أربعينيات و جميعهن أجمعن على أنهن يشربن الشاي بالفعل في كأس جبنة كنوع من الارتباط بالماضي و لكنهن لا يرغبن على الإطلاق في الارتباط، فالاستمتاع بنكهة الشاي أحب إليهن من التواجد مع شخص آخر قد يكون مُخيّباً للآمــال ..
و لا تستغرب عزيزي القارىء من اهتمامي بذلك ، فهو مجال أبحاثي أصلاً ..
إنه أمـــرٍ مؤسف بالفعل أن يكون هذا القرار بالإجمــــاع في تلك التعليقات ، فنحن هنا أمـــام صدعٍ لا يحتاج إلى رقعٍ فحسب ، بل يحتاج إلى إعــادة النظر في تلك السلوكيات المُخيبة للطموحات ..
و لو تأملت في طلب صاحب الحساب فإنك ستلمح كثيراً من التفاصيل المُختبئة أهمها البساطة و الصُحبة و الاستمتاع بالأجواء البرية و العفويـــة بعيداً عن التصنّع ..
و مُلخّص ذلك .. أن كلا الطرفين قد فقــد الأمـــل في شريك حياةٍ يستحق المحاولة ..
ما كُنّا سنصل إلى هذه النتيجة المُحزنة، لو كان كل شخصٍ استثمر بنجاح في نفسه وشخصيته ، فجميعنا نشأنا في بيئاتٍ سببت العطب في أرواحنا بطريقة أو بأُخرى ، سواء كان الأمر متعمداً أو العكس ..
لكن القليل فقط تمكّن من النهوض بنفسه وداوى جراحه لأنه يعلم أن الحياة تستحق أن تُعاش بما يشبه خياله و أحلامه ..
لذا عزيزي القارىء إن كنت ممن فقدوا الأمــــل في كاس الجبنة أو كنت الصديق الوفي لذلك الكأس .. فنحن ندعوك للانضمام إلى عضويتنا المميزة في أبجد هوز فأهلاً بــــك ..
كونوا بخير يا أصدقاء
مها قطنان