طعمية بدون طماطم
في سباق مع الزمن ، حيث يقترب موعد الزفاف لعروسٍ مصرية من الطبقة الكادحة والتي تقطن أحد الأحياء الشعبية في البلد الشقيق مصر ، تكافح تلك العروس للحصول على فستانها الأبيض الذي لطالما حلمت بارتدائه بجانب الشخص الذي اختارته شريكاً لها ..
مُثقلةً بكل ماتحمله العروس عادةً من مشاعر القلق والخوف من ذلك المستقبل المجهول خارج حدود عائلتها .. تدور الكثير من الأحداث و الحوارات التي تجعلك متأملاً في الحياة و لعل على رأسها ذلك الحديث الذي دار بينها وبين خطيبها في لحظةٍ كان كلاهما متخوفاً من عدم الحصول على الفستان و مُرتعباً من تلك الحياة القادمة ..
حيث تطلب العروس من صديقتها (ساندويتش) و تُحدّد طلبها ( طعمية بدون طماطم لأن الطماطم تجعل الساندويتش رطباً ) ..
ليرد عليها خطيبها : كلي أي حاجة وخلاص ..؟
يستمر الحوار بينهما في شد وجذب ويصل إلى تداعيات وتساؤلات كان من المفترض أن تكون هذه الخطوة قبل الإقدام على الارتباط أصلاً ..
لن أُخفيك عزيزي القارىء أنّي توقفت كثيراً عند (الطعمية و الطماطم) والتي تُنبئك عن نوع الحياة التي سيعيشانها مستقبلاً ، مابين عروس تنتقي ماتحتاجه بغض النظر عن وضعها المادي لتستمتع بالحياة وبين شريك يخبرها بطريقته عن نوع الحياة البائسة التي ستعيشها معه ( القبول بأي شيء حتى مع وجود فرصة لرفضه ) ..
إنّ هذا المشهد يتكرر فعلاً على أرض الواقع وبطرق مختلفة وهو من الإشارات التي تُنبئك أنّك مُتجه للطريق المُنحدرة في نوع الحياة التي اخترتها ، فعليك التراجع قبل أن تهوي إلى عمقٍ سحيق يجعلك في موضع المتأسف على حاله طوال الوقت ..
إن كنت من الأشخاص الذين قبلوا مؤقتاً بخبز مُبلل بالطماطم ..؟ ولم يجف خبزك حتى هذه اللحظة ..؟ فنحن نُرحّب بك للانضمام إلى عضوية أبجد هوز ..
ملاحظة : العضوية لا تعني أنك ستكون مجبراً على التعامل مع أشخاص لا تعرفهم ! تعاملك يكون مع القائمين على موقع أبجد هوز فقط ..
المشهد: من فيلم الفستان الأبيض
كونوا بخير يا أصدقاء
مها قطنان