لم ينبح كلب الأُسرة
في إحدى الروايات البوليسية لشخصية المحقق الذكي شيرلوك هولمز و في محاولة منه لحل لغز إحدى الجرائم البشعة لمعرفة القاتل يصل إلى نتيجة مُفادها ( أنّ كلب الأسرة لم ينبح في تلك الليلة ) وهذا دليل لا يحمل الشك في أنّ القاتل هو شخص معروف لدى الأسرة إلى درجة أنّ الكلب قد أَلِفَ وجوده ..
لقد حوّل هولمز انتباهه عن المعطيات الاعتيادية التي يلجأ إليها الشخص العادي تحت الضغط إلى تلك المعطيات ( السلبية ) و التي لا تلفت النظر عادة ..تابع لمزيد من الأمثلة..
هذا الأمر يحدث باستمرار خلال الاستشارات التي أقدمها للأشخاص حيث يلجأ طالب الاستشارة إلى البحث في خارج نفسه عن كل الأسباب التي أدت به إلى ماهو عليه من آلام نفسية أو عدم قدرة على الاستمرار في أمرٍ مـــــا ..
ولكننا من خلال الحوار و طرح الأسئلة نضع أيدينا على ذلك الأمر الذي لم يحدث كما حصل مع هولمز .. واسمح لي أن أطرح بعض الأمثلة التي ستساعدك لفهم ما أقصد :
يتجاوز الناس حدودك باستمرار .. من جهتك تظن أنهم يفتقرون إلى كذا و كذا .. و لكن ( الذي لم يحدث : لم يجدوا رد فعل مناسب منك يوقفهم عند حدهم ) ..
يخطىء في حقك شريك حياتك ( الكلام للجنسين ) .. من جهتك تظن أن مواصلة الحياة بدون مناقشة هذا الأمر كفيلة بحفظ السلام في العائلة .. و لكن ( الذي لم يحدث : هو وضع المشكلة على طاولة النقاش و التوصل إلى حلول ترضي الطرفين ) ..
رئيس عملك يكلفك بأعمال تفوق طاقتك و تحرمك حياتك الاجتماعية و راتبك بنفس قدر الجميع أضف إلى ذلك عدم حصولك على التقدير .. من جهتك أنت تظن أن قبولك ومجاملتك لرئيسك سترفع مكانتك عنده و يكون من الصعب الاستغناء عن خدماتك وقد تجد في كثرة العمل هروباً من مشاكل منزلية
لكن( الذي لم يحدث : أنك تقلل من قيمة نفسك و تخفض من جودة حياتك على مستوى العمل و العائلة و تهرب من هذه الحقيقة ) ..
و هكذا .. يمكنك القياس على ذلك ..
انضم إلى عضويتنا في أبجد هوز و اسعد بجودة حياة لن تتكرر مرتين ..
كونوا بخير يا أصدقاء
مها قطنان