الحزن الراقي
في عام 2020 كان هناك حديثٌ مطوّل بيني و بين أحد عملائي من رجال الأعمال في السعودية و كان حديثاً ذو شجون،حيث لاحظت منه اهتماماً واسعاً بمختلف القضايا الإنسانية،فسألته عن سر هذا الاهتمام ..؟
فأجابني بجملةٍ واحدة :
( إنهم يشعرونني بإنسانيتي ..!) .
فتبادرت إلى ذهني مُباشرةً مقولة مصطفى صادق الرافعي رحمه الله : (ترفعنا الهموم و الآلام ، لأنَّ عواطف الحزن و الشقاء لاتكون إلا من سمو ، وهي لابد أن تكون لأنها وحدها الحارسة فينا لإنسانيتنا) ..
واسمح لي عزيزي القارىء أن أُبحر معك في تفاصيلها ..
نحن لا نعود كما كُنّا عندما نمر بالأحزان ..! و السبب في ذلك هو أنّنا بالفعل نرجع لإنسانيتنا و نغوص في أنفسنا من الداخل ، حيث نبحث عن التفاصيل و المشاعر و الأسباب و ردود الفعل و ما الذي كان ينبغي و مالا ينبغي …الخ إنها مرحلة تقييم شاملة للذات و كأنك تنفض عن قلبك غبار الحياة و الانشغالات غير المُبرّرة و المواعيد المؤجلة و الأحباب المنسيين و الهروب من المواجهات و كأنك ألماسة مصقولة اختبأت زمناً طويلاً داخل منجم مهجور ، ستخرج من هذه المرحلة و أنت أكثر توزاناً و محبة و لطفاً مع نفسك و الآخرين ، حتى أنّ ملامحك ستتغير حرفياً .
يُستثنى من هذا التحليل من يعانون من مشاكل تجاه أنفسهم بحيث يتشبثون بالحزن عمراً طويلاً للحصول على منافع مختلفة بسهولة .
إن ساهم الحزن يوماً في ارتقائك فما عليك إلا مشاركتنا من خلال البريد الإلكتروني للموقع ، أو الاشتراك في عضويتنا المميزة و الحصول على منتجاتنا الرقمية .
كونوا بخير يا أصدقاء
مها قطنان