هل مازال منظورك ساذج ..؟

الصورة تُظهر شخصًا يرتدي ملابس عصرية (جاكيت كاجوال وقبعة رياضية حمراء)، في وضعية هادئة يحمل هاتفًا بين يديه، مما يشير إلى لحظة تفكير أو تأمل.

يتكرر هذا المشهد باستمرار بين الأُسر التي تشكو من تغيّر طباع الأبناء في مرحلة المراهقة  

 و يكررون بعض العبارات على نحو:

نحن لم نكن كذلك مع والدينا أو أباؤونا كانوا و كُنّا أو رَحِم الله زمن الطيبين …الخ

ويظنون أنهم عندما يكرّرون مثل هذه العبارات على مسامع المراهقين أنهم سيتأثرون و يعتدل سلوكهم بل قد يتفاقم الأمر بأن يدّعي أحد الوالدين إصابته بمرضٍ ما بسبب عناد ابنه المُراهق 

و اسمح لي عزيزي القارىء أن أُسلّط الضوء على نقطةٍ لم تُناقش من قبل على حد علمي إلى هذه اللحظة..وسأختصرها في التالي:

نحن البشر بطبيعتنا عندما نُولد نكون في حالة (ضعف) و (احتياج) لكل شيء معنوي و مادي ، ومصدر حصولنا على ذلك هم الوالدين،

فهُم بالنسبة لنا نماذج خيالية تستحق التمجيد و التبجيل من وجهة نظرنا في هذه المرحلة - يُستثنى من ذلك العوائل السوية التي تستثمر في أبناءها- أتحدث هنا عن العائلة التي تقوم بدور محدود مع الأبناء ولكن بعيداً عن الإساءات الجسدية و المعنوية

فالذي يحدث هنا طالما نُغذي احتياجاتنا من خلال نماذج ألبسناها صفات خيالية والتي سُميّت بـــــ

(المنظور الساذج) من عندنا 

لا يلبث هذا المنظور أن يتلاشى بعد مُضي 12 عاماً و قد يصل الأمر إلى 18 عاماً وفقاً للأبحاث التي أوردها روبرت غرين في مؤلفاته فيتحول ذلك التركيز الذي كان مُسلّّطاً على نقاط القوة إلى التركيز و التضخيم و التهويل على نقاط الضعف في الوالدين ، فنجد المراهقة تحتقر أزياء والدتها أو طريقتها في الكلام أو حتى طريقة تصويرها بالجوال ، والمراهق يشعر بالخجل من رؤية والده أمام المدرسة أو في التجمعات العائلية و قد يصل الأمر إلى التلفظ على الوالدين أو أحدهما بعبارات مُهينة 

هذه الحالة ستستمر بحيث ينتقل التبجيل إلى المعلمين و الأصدقاء وكذلك الشخصيات المشهورة وهكذا  

تضخيم فازدراء باستمرار  

ما الذي حــــــــــــــــــدث..؟

ولماذا كان زمـــــــــــــــــــن الطيبين مختلف ..؟

الإجابة ببساطة هي أن:

الطفل في ذلك الزمن كان يُكلّف بمسؤوليات بسيطة وكان له دور داخل الأسرة يتناسب مع عمره فكل العواطف في تلك المرحلة من (تقديس،حب،إعجاب،حاجة،غضب) يتعلّّمها الطفل مُبكراً ويتعلم موازنتها و السيطرة عليها فهو ليس بحاجة إلى نموذج خيالي ، فقد كان يُمارس مايشعر به تجاه الوالدين من مختلف المشاعر،أضف إلى ذلك تلك المجالس التي يتعلم الطفل داخلها مبكراً الشعر و القصص و الحكم و احترام الكبير و التقدير وهو يعلم أنه جزء من هذا المجتمع فتجده مهما يتقدم به العمر يتعامل باحترام و تقدير لكل من حوله وليس عائلته فقط

هل هناك حل لهذه المشكلة و تداركها ..؟

نعـــــم ..

يحدث هذا عندما يستثمر الوالدين في أبناءهم و يطوروا لديهم مهارات (الذكاء الاجتماعي) في وقتٍ مُبكر حتى يتعلّم الطفل كيف يحوّل هذا المنظور والذي سُمي بــ(المنظور الساذج) إلى ( الذكاء الاجتماعي) ..

والذي يجب على الوالدين تعليمه لأبنائهم مُبكراً 

إن كان هذا المقال قد لامس قلبك فندعوك لتسجيل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد 

نحن نؤمن بأن رحلتنا مع الأبناء مليئة بالتعلم والإلهام، وسنكون سعداء بتعليقاتكم  

كونوا بخير يا أصدقاء

مها قطنان